ابحث فى موضوعاتى على هذه المدونة :)

الجمعة، 16 أكتوبر 2009

كيف يرتقي الإنسان بهمته فتكون همته همة عالية

، يكون ذلك بأمور :

1- العلم والبصيرة ، فالعلم يصعد بالهمة ، ويرفع طالبه عن حضيض التقليد والجهل ، فكن طالبا للعلم طول حياتك ، ولا تكسل عن طلبه ، فإنه طريق إلى الهمة العالية

2- ومنها : إرادة الآخرة وجعل الهموم هما واحدا : لا تشتت همومك في الدنيا ، واجعل همك هما واحدا ، وهو هم الآخرة ، وكيف ترضي ربك ، ولا تلتفت إلى تخذيل الناس ولهثهم وراء زهرة الحياة الدنيا ، فإن الله كافيك شرهم ، صح في سنن ابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر همومه ، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك " ، وصح في سنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس "

3- ومنها : كثرة ذكر الموت وأهواله فإنه يدفع الإنسان إلى أن يكون ذا همة عالية ، ويدفعه إلى العمل للآخرة قبل أن يموت ، صح في المسند عن البراء رضي الله عنه قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة فقال : " علام يجتمع هؤلاء " قيل : على قبر يحفرونه ، قال : ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدر بين يدي أصحابه مسرعا إلى القبر فجثا عليه ، فاستقبلته من بين يديه لأنظر ماذا يصنع ، فبكى حتى بل الثرى من دموعه ثم أقبل علينا فقال :" أي إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا "

4- ومما يرفع الهمة ويعليها : كثرة الدعاء ، فإن الدعاء يفتح أبواب الخير ، ويعين المؤمن على أموره ، لأن العون من الله وحده سبحانه :

إذا لم يكن من الله عون للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده

ولذلك ليس هناك أعجز ممن يعجز عن الدعاء ، كما صح عند البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" أعجز الناس من عجز عن الدعاء " فاسأل ربك دائما أن يرزقك همة عالية تعينك على أمور دينك ودنياك

5- ومنها الاجتهاد في حصر الذهن وتركيز الفكر في معالي الأمور ، وعدم التفكير في غير ذلك 0 قال الحسن البصري رحمه الله : نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل 0 حاول أن تشغل نفسك بالطاعة ، وما ينفع من أمور الدين والدنيا ، ولا تجعل لنفسك وقت فراغ فيستحوذ عليك الشيطان فتقع في المعاصي ، أو في كثير من المباحات التي تشغلك عن الهدف والغاية التي خلقت من أجلها ، وهي تحقيق العبودية لله سبحانه

6- ومن أسباب الارتقاء بالهمة صحبة أولي الهمم العالية ، ومطالعة أخبارهم ، فالطيور على أشكالها تقع ، وكل قرين بالمقارن يقتدي ، وإن العبد ليستمد من لحظ الصالحين قبل لفظهم ، لأن رؤيتهم والجلوس معهم تذكر بالله والدار الآخرة

أنت في الناس تقاس بالذي اخترت خليلا

فاصحب الأخيار تعلو وتنل ذكرا جميــــلا

أيها الأخوة 00 إن عالي الهمة لا يرضى بما دون الجنة ، إن كبير الهمة لا يعتد بماله فناء ، ولا يرضى بحياة مستعارة ، ولا بقنية مستردة ، بل همته قنية مؤبدة ، وحياة مخلدة ، فهو لا يزال يحلق في سماء المعالي ، ولا ينتهي تحليقه دون عليين ، فهي غايته العظمى وهمه الأسمى ، حيث لا نقص ولا كدر ، ولا تعب ولا نصب ، ولا هم ولا غم ولا حزن ، إنما هي نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وفاكهة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة في مقام أبدي ، في حبرة ونضرة ، في دور عالية بهية ، وهناك فقط تقرعينه ، وتهدأ نفسه ، ويستريح قلبه ، ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها أبدا )

فالجنة هي الوطن ، والأوطار إنما تطلب في الأوطان ، أما الدنيا فهي دار غربة منذ أهبط إليها الأبوان :

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول

كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينــــه أبدا لأول منزل

فحي على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم

ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونســــلم

فنسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا همة عالية تعيننا على طاعته وتقربنا من جنته وتبعدنا من ناره إنه سميع مجيب